• ×

حين نهمل اللمسات الأولى

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 حين نُهمل اللمسات الأولى

كان يمكن أن تكون القصة بسيطة…
كلمة شكر… لمسة يد حانية … سؤال صادق ...
لكن ذلك لم يحدث.

هو عاد من عمله، مثقلاً، فوجدها في المطبخ، تحاول أن تُرضيه بطبق يحبه.
ابتسمت له، لكنه مرّ بصمت.

في قلبها، انطفأت شمعة صغيرة.

في بيت آخر…
أخ جلس بجانب أخيه.
رآه صامتاً على غير عادته.
فكّر أن يسأله، لكنه اكتفى بتمرير إصبعه على شاشة هاتفه.

في قلب أخيه، أغلق باب صغير للأمان.

المواقف كثيرة، وما ذكرت هنا ليس إلا رمزا بسيطا لتوضيح الفكرة والمغزى مما سأكتبه.

هكذا يبدأ الكبار العاطفي أو يتصاعد الجدار الجليدي كما يسميه البعض

ليس بالصراخ أو الخصام…

بل بالسكوت عن ملاحظة الجميل،
وتجاهل المحاولة،
وترك المساحات الدافئة تبرد حتى تصبح جليداً.

من هنا… يضيع الطريق

حين نصمت عن مشاعرنا، نخسر القدرة على فهمها.
وحين لا نفهمها، نفقد البوصلة التي ترشدنا.
ومع البوصلة المفقودة، نبدأ في اتباع أي ضوء خارجي…
حتى لو كان وهماً لامعاً يقودنا نحو الفراغ.

التفاصيل تنقذ… أو تميت

يد تمسح عنك تعب النهار… أو يد تبقى في جيبها.

عين تراك بصدق… أو عين تمرّ عليك مرور الغريب.

كلمة "أفتقدك" في وقتها… أو صمت طويل يلتهم المسافة بينكما.

رسالة،، أو رد على رسالة،،

كلها وسائل تواصل بسيطة جداً لكن معانيها وآثارها بالغة جداً

كسر الدائرة

قل ما تشعر به الآن، لا غداً.
لاحظ المحاولة وكن متصيداً هنا …
رد عليها ولو بابتسامة،، أو بلغة العيون.

اسأل عن حال من تحب، حتى لو كان يبدو بخير.

كرر السؤال بين الحاين والآخر وأخبرهم أنني أحتاج دوماً لأعرف أنكم بخير.


هذه التفاصيل الصغيرة هي الحصن الأخير ضد البرود… وضد أن نسلم قلوبنا لمن لا يعرف قيمتها.

القصص الكبيرة تبدأ دوماً من لحظات صغيرة.

من زوج لم يشكر… من أخ لم يسأل… من أخت لم تلتفت.
من قلوب حبست المودة حتى جفّت، ثم بحثت عنها في مكان آخر…
فوجدتها مزيّفة.
بواسطة : admin
 0  0  231
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 08:33 صباحًا الثلاثاء 14 أكتوبر 2025.