لمن كنا صغار كان عندنا مبدأ غريب شوي، إذا أنت رفيقي صدق لازم تحب اللي أحبهم وتعادي اللي أعاديهم وتكره اللي أكرهم.
يعني بالعربي تكون نسخة ثانية عني.
ولمن أحب فلان أبي كل ربعي يحبونه، وبس يصير بيني وبينه خلاف أوصي ربعي يخاصمونه واللي ما يخاصمه منهم أنا أتخاصم معه.
مبدأ غريب شوي .
بديت أفكر فيه وفي خطورته لمن كبرت بعض الشئ، بصراحة من صغري كنت أرفض أحد يفرض علي شي، أو يفرض علي مين أصاحب أو مين ما أصاحب.
يا تُرى، هل هذا المبدأ صحيح!!
وإذا كان صحيح. إلى مدى يمكن تطبيقه ؟؟ ومتى نضع له حد ونقول إلى هنا يكفي!!
تعالو نبدأ نقلب المبدأ حبة حبة:
صاحب صاحبي صاحبي
صاحب عدوي عدوي
عدو صاحبي عدوي
عدو عدوي صاحبي
يعني هنا أنا عندي حبتين عدو وحبتين صاحب مالي اختيار فيهم مطلقاً ، مثل اختيارات الاتصالات اللي عندنا.
نرجع للموضوع وأبيكم تتذكرون معي حالات بعض مشجعي الأندية وبدون ذكر أسماء الأندية عشان لا أحد يزعل علي.
طبيعي إن اللي يحب الأحمر يشجع الأحمر
وطبيعي ان اللي يحب الأخضر يشجع الأخصر
لكن لمن يعلب الأحمر مع الأبيض مثلاً تلاقي مشجعي الأخضر يشجعون الأبيض ليس حباً فيه بس لأنهم ما يحبون الأحمر
ولمن يعلب الأخصر مع الأصفر مثلاً تلاقي جمهور الأحمر يشجعون الأصفر انطلاقاً من نفس الفكرة والمبدأ.
وهذا المبدأ نلقاه يتطبق في شغلات كثيرة حتى في العلاقات الاجتماعية والانتماءات الفكرية، التخصصات الدراسية، الأحياء السكنية، ....
يعني لو شخص أحبه دخل في نادي مثلاً أو انضم لمجموعة أو منتدى، أروح أنا معاه فقط لأني أحبه بغض النظر عن المكان اللي باروح معاه فيه.
ولو هذا الشخص أو أحد في مقامه عندي ترك مكان أو مجموعة من الناس، راح أتركهم طبعاً تبعاً لقراره أو موقفه هو حتى لو كنت مرتاح ومبسوط معهم وودي أبقى.
ولو شخص ما يعجبني تلقاني لا إرادياً أشجع وأميل للي ضده رغم إني من داخلي بعض الأحيان لا أوافق على ما يفعله الشخص اللي ضده.
هذا المبدأ رأيته يتطبق حتى في السياسة،
ففي البلاد التي فيها أحزاب تلاقي تنتشر فيها نفس حركة الأندية اللي ذكرناها من شوي.
يعني لمن تطلع فئة تطلق على نفسها معارضة في أي بلاد من البلدان تلاقي فئة من الشعب ينجرفون خلف هذه المعارضة لا حباً فيها بقدر ما يكونوا كارهين لما يحصل حالياً في بلاده، فيقفوا مع أي شخص أو كيان يعارض ما يحصل دون التفكير أبداً فيما يدعو إليه هذا أو هذه المعارضة.
السؤال اللي ما قدرت ألقى له جواب:
من وين جا هذا المبدأ وكيف أصبح منتشراً بهذه الطريقة؟