• ×

صداقة من نوع خاص

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 الأخت نسخة مصغرة عن الأم تجد لديها الحب الحقيقي

الأخت أحبتي في الله، هبة من الله قد لا يدرك البعض منّا مقدار النعمة والمتعة التي يفتقدها بابتعاده عنها وكم يغبطه الآخرون ممن ليس لديهم أخوات.


بالنظر إلى أحوالنا فيما يتعلق بعلاقة الأخ بالأخت فإن الحقيقة المرة التي يتوجب علينا الإقرار بها ثم محاولة تعديلها هي أن كثير من الآباء والأمهات يجهلون حقوق أبناءهم المتعلقة باختلاف جنسهم.

كما وأنهم يجهلون كيفية الظهور بالصورة المثلى أمام أبناءهم أيضاً.

وهذا دون أدنى شكله له مردود سلبي على علاقة الأبناء بآبائهم وعلاقتهم ببعضهم البعض.


المشكلة تكمن في أننا لا نزال نطبق الكثير من الأفكار الموروثة عن الجاهلية العربية ونفرّق في المعاملة بين الفتى والفتاة في أمور لا يجب فيها التفريق ،،، ونجمع بينهم في أمور يجب فيها التفريق وكأننا نقلب الآية متعمدين قاصدين.


فنجد بعض الآباء وقد زرع في عقول أبناءه - كما زرع والده في عقله مسبقاً


أن الفتاة إنما خلقت ووجدت:

لخدمة الرجل ، والاهتمام به ، وبشؤنه فقط وليس لها حقٌ خلاف السكن والمأكل والملبس.


وتساهم بعض الأمهات في ترسيخ هذا الاعتقاد بالرغم من تضررها هي منه.

ولا نعلم ما الدافع الحقيقي لها من وراء ذلك، أو بمعنى آخر من أي أمر تهرب الأم بهذا السلوك الذي تسلكه.


وللفتاة حظ من المساهمة في ترسيخ هذه المفاهيم في بعض الأحيان ،،،

فنجدها وقد استسلمت ولم تبد أي مقاومة ولم تحاول أن تتقرب إلى إخوانها الفتيان، بل عوضاً عن ذلك اعتزلتهم أو ربما زادت حدة المقاومة بينها وبينهم.

ولعلها بتقربها منهم تجد من بينهم من يرأف لحالها ويقف إلى جوارها، يواسيها ويساندها، فباللطف يمكن لها أن تتملك مشاعر أحد إخوانها ومن ثم يمكنه التأثير على البقية.

أو على الأقل يكون سندها في المنزل.


كما أن الفتى له دور كبير ورئيسي أيضاً، فهو في الغالب منشغل بأمور كثيرة عن شؤون الأسرة التي ينتمي إليها وبعيد عن جو العائلة ولا يعرف عن أحوال أخواته شيئاً يذكر، بل إن بعض الأخوان لا يتحدث مع أخته إلا ليطلب منها بعض (المال) أو عمل الشاي، أو غسيل ، أو كي ثوبه أو أو .....


ولا يعرف أخته إلا في أوقات حاجته لخدماتها، أو لصب جام غضبه عليها بسبب أو بغير سبب ، أو للسخرية منها أو وأستطيع أن أجزم ألا أخ يستطيع الاستغناء عن أخته أو ينفي قربها لقلبه.

ومن جهة أخرى نجد بعض الأهل وأخص "الأم والأب" يساهمون بطريقة أخرى وباتجاه معاكس في تكبير هذه الفجوة بين الأخ والأخت بتفضيلهم الفتاة على الفتى وتدليلهم لها كونها المتميزة في الدراسة والتي لا تسبب لهم المشاكل التي يسببها الفتى.

فيولد ذلك إحساساً بداخل الفتى يبعده عن حب أخته واحترامها .. بل ربما تصل إلى أن يكرهها ... كما يحدث في الحالات العكسية عندما تكره الفتاة الفتى لأنه مقدم عليها.


هذا بالنسبة لبعض المسببات الرئيسية لهذه الحالة من الضياع بين الأخ وأخته !!!!


ولكن أين الحل..؟؟؟

وكيف يمكن أن تكون هناك علاقة متينة وقوية بين الأخ وأخته ..؟؟


باعتقادي أن الأمر ليس صعباً أبداً، إنما هو يحتاج إلى بعض الجهد من كافة الأطراف بدءاً
بالأب والأم اللذان يجب عليهما أن يظهرا بصورة أفضل أمام الأبناء وأن يبدوا عليهما التفاهم واحترام كل منهما الآخر وتقديره وحبه الذي سينعكس بالتالي على الأبناء مع أهمية أن يتابعه الآباء ويحرصوا على أن تكون هناك جلسات مصالحة ومصارحة للأسرة من الوقت للوقت كأن يجلس الأب لزوجته وأبناءه مثلاً مرة في الشهر أو مرتين ويجمع الكل إلى طاولة دائرية (سفرة للي ما عندهم طاولة).

ويطلب منهم:

أن يصارح كل فرد منهم بقية العائلة بمشاعره تجاههم وبما أشعره باستياء من أحدهم فيما مضى وما أثلج صدره من قول أو فعل منهم وما يتوقعه منهم في المستقبل.

فمثل هذه الجلسات تقرب المسافات بين أفراد الأسرة وتجعل كل فرد منهم يفكر في المجموعة قبل التفكير في نفسه.

أيضاً على الأخت أن تكون لطيفة بعض الشيء متى استدعت الظروف أن تواجه أخاها في نقاش أو اختلاف في الرأي وعليها دوماً أن تحسسه بحاجة كل منهما للآخر وأنها هي بحاجة له أكثر من حاجته هو لها فهذا سيقربها منه أكثر.

وفي النهاية أحب أن أقول أن رباط الصداقة رباط نبيل بين أفراد المجتمع وجميلة جداً تلك الصداقة التي تجمع بين الجنسين ،،

سيقول بعضكم هذا غير ممكن في مجتمعنا ووفق تعاليم ديننا !!!!

سأرد على من يقول ذلك ،، بل ممكن وممكن جداً ، ولنا فيه أجر كبير جداً إن نحن فعلناه.

فلنوجد نوعاً جديداً من الصداقة يكون طرفاه أخاً وأخت ،
يحب كل منهما الآخر ويحرص عليه أكثر من نفسه
ينصح كل منهما الآخر
يكون قريباً منه
يبث له همّه
يطلب عونه

نوع جديد من الصداقة يخدم الأسرة والمجتمع ويعمل على خلق جو من الأنس والمحبة في البيت الواحد.
بواسطة : admin
 0  0  1386
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 07:51 صباحًا الأربعاء 24 أبريل 2024.